الامضاءات المزورة بالتقليد
يوجد نوعان من تقليد الامضاءات , النوع الاول يسمى التقليد
المقيد و النوع الثاني يسمى التقليد الحر , و في التقليد المقيد يضع الفاعل التوقيع
الصحيح لشخص ما تحت عينيه ثم يحاول محاكاة هذا التوقيع بواسطة قلم ما , يسمى التوقيع
الصحيح هنا بالتوقيع الام او التوقيع النموذج حيث يقوم الفاعل بنسخ ما يظن انه فكرته
عن التوقيع الصحيح , و هكذا يخرج المزور عن خواص حركته الكتابية المعتادة و يتقمص او
يحاول ان يتقمص الخواص الكتابية للشخص الذى يقوم بتقليد توقيعه في ضوء التوقيع الذى
يقلد منه, ينشا عن هذه العملية التزويرية مجموعة من العيوب الكتابية ترى في جرات التوقيع
الذى تم تقليده مثل بطء الحركة الكتابية و الوقفات و غياب ايقاع الحركة و الضغط و اهتزازات
في مسار الجرات الطويلة و المقوسة و جمود البدايات و انتهاء مخارج الحروف بسميك القلم
و احتمالية عمل رتوش لتحسين و تصحيح و اتقان صورة المخرج المزور , تدل هذه الشواهد
مجتمعه او بعضها على تقيد الحركة الكتابية و ان العملية التزويرية التى جرت ليست الا
عملية رسم لا تنتمى الى الكتابة التلقائية المطلقة .
لا يضع المزور امام عينيه التوقيع المراد تقليده فى التقليد
الحر , حيث يعتمد المزور على ما هو مجتمع لديه من ملاحظات و انطباعات عن التوقيع الصحيح
المقبل على تقليده , يقوم المزور بتمرين يده على محاكاة التوقيع المقبل على تقليده
حتى يظن في نفسه انه اتقن كتابته من الذاكرة , قد يكون للمزور ذاكره تصويريه غير عاديه
, عندئذ يكتب التوقيع من ذاكرته , و بالرغم من هذا جميعه تسقط من المزور بعض الخواص
الكتابية التي لم يستطع استعادتها , و لذلك سوف تجد اختلافات غير منكورة بين الامضاء
مخرج العملية التزويرية عن طريق التقليد الحر و بين توقيعات اوراق المقارنة , قد تلاحظ
هنا بعض العيوب الكتابية مثل البطء او التردد او الاهتزاز و قد لا توجد عيوب كتابية
على الاطلاق , لكن مخرج المزور يكون عبارة عن ازدواج في الخواص الكتابية التي يعود
بعض منها الى الخواص الكتابية التي امكن للمزور استعادتها من ذاكرته و البعض الاخر
يعود الى الخواص الكتابية و العادات الكتابية الخاصة بالمزور ذاته, بعبارة اخرى يخضع
المزور في التقليد المقيد لنموذج الامضاء الذى يقلد منه حسب امكانياته و قدراته في
المحاكاة, اما في التقليد الحر فيظهر في المخرج التزويرى بعض من العادات الكتابية المتاصلة
في الصورة الذهنية للمزور يملا بها تلك الخواص الكتابية التي لم تستعيدها ذاكرته, و
هكذا فان التقليد الحر من الذاكرة ليس الا اتحادا بين عمليتي رسم الامضاء المزور من
الذاكرة و بين كتابة مصدرها عادات المزور ذاته .
التسميات
مقالات قانونية